منتديات الرنكون rinkon.tk
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مسرحية" نشين سّا" أو" نحن من هنا"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
amazigh




المساهمات : 60
تاريخ التسجيل : 05/11/2008

مسرحية" نشين سّا" أو" نحن من هنا" Empty
مُساهمةموضوع: مسرحية" نشين سّا" أو" نحن من هنا"   مسرحية" نشين سّا" أو" نحن من هنا" Icon_minitimeالخميس نوفمبر 06, 2008 6:25 am

عرضت هذه المسرحية الأمازيغية في قاعة نيابة التعليم بالناظور يوم 10/08/2005 بمناسبة يوم المهاجر ضمن المهرجان الفني والثقافي الأول الذي نظمته المدينة وستنظمه كل صيف.
تنبني مسرحية" نشين سّا/ نحن من هنا" على ثلاثة فصول أو لوحات مترابطة عضويا ودلاليا مع اختلاف الديكور والسينوغرافيا من فصل إلى آخر. وقد كتبها الأستاذ الدكتور عبد الخالق كربيلا وأخرجها الأستاذ المتميز فخر الدين العمراني. وتضم مجموعة من الممثلين المحترفين والهواة الذين انساقوا وراء لذة المسرح وشهوة التمسرح والتمثيل. وعرضت المسرحية باللغة الأمازيغية الريفية، وتتناول قضية الهجرة وسماسرة السراب وقوارب الموت ووضعية المجتمع المتردية وبطالة الشباب والاستغلال والرشوة والآفات السلبية المنتشرة في البلاد وما عرفته منطقة الريف من تهميش وإقصاء.
يبدأ الفصل الأول أو اللوحة الأولى بظهور السارد المجذوب الذي يندب ولديه الذين غرقا في البحر، ويبدأ في التأمل وإرسال وابل من النصائح والحكم. وبعد ذلك يدخل ممثلان: أحدهما يمثل مثقف المدينة( رشيد معطوﮔ)، والآخر الإنسان الساذج( بوزيان حجوط) فيستمعان إلى حديث المجذوب الأبله الذي يشير إلى وضعية ماسين أو ماسينيسا الذي عركته مياه البحر غرقا وموتا وألقى به إلى الشاطئ أشلاء وعظاما. ومن ثم، يدور الحوار بين الطرفين حول مآل ماسين وهروبه إلى الضفة الأخرى بعد حصوله على شواهد عليا وما أصاب أمه ديهية من جنون وهذيان بعد سماعها بغرق ابنها وأملها الكبير في عودته يوما ما. لكن يرفض المثقف هذا الحل الهروبي ويثور على الذين يستغلون ثروات البلاد ويقفون كالصخور العائقة في طريق التنمية والتقدم والازدهار، ويدفعون الشباب إلى الموت وقوارب الفناء بعد أن ينهبوا أموالهم ويمتصوا دماءهم وعرق جبينهم. كما يطالب هذا المثقف الغيور الشباب بأن يهتموا بالعلم والثقافة والتشبث بالأرض والحفاظ على الهوية الأمازيغية كما تفعل ديهية التي تعيش من أجل أولادها وشعبها وتدافع بكل مالديها من أجل وطنها وأرضها.
وفي اللوحة الثانية، نجد أنفسنا أمام سمسرة براغماتية لتهريب الشباب نحو الضفة الأخرى التي انتهت بفضح الوسيط المهرب الذي يصدر أرواح البشر إلى مجاهل البحر، ويأخذ أموالهم بعد أن يمنيهم بالسعادة وجنة الفردوس وما ينتظرهم من جاه ورفاهية في الشاطئ المقابل. وفي هذا المنظر، سينتفض الكل على المهرب الكاذب وسيسلطون عليه جام غضبهم وسينهالون عليه بأبشع الشتائم والسباب.
وفي اللوحة الثالثة، يستحضر المخرج مشهدا جسديا ميميا وسيميائيا، ولكن في معزل عن السياق الدرامي، وإن كان يدل على لحظة الصراع الإنساني والتوتر الدرامي. بيد أن توظيف هذه الصورة الجسدية لم تكن واضحة أو مفهومة داخل المسرحية. وبعد ذلك، ننتقل إلى البعد الرمزي في المسرحية وطابعه الأسطوري والفانطاستيكي والتاريخي، إذ يستقدم المجذوب السارد عبر لحظة الاسترجاع صورة ملك ماسيبنيسا الذي يحث الأمازيغيين على العلم والبحث والتشبث بالهوية، ويدخل كذلك في حوار مع روح البحر الذي أخذ من السارد التائه فلذتي كبده. لكن البحر سيعاتبه كثيرا بأنه بريء ولا يرضى أبدا بسبه وشتمه له في كل لحظة وأخرى، وأنه لا دخل له في إغراق البشر، وأن الإنسان هو عدو لأخيه الإنسان. وفي الأخير، سيعترف المجذوب بأن البحر كان دائما صديقا للأمازيغيين وأن الثعابين الآدمية هي المسؤولة عن ذلك. وتنتهي المسرحية بقرار إحراق قوارب الموت بالتنوير والعلم والتثقيف ومحاربة سماسرة السراب ووسطاء الموت والاستغلال وأعداء الحرية والتنمية والازدهار.
هذا، ولقد أظهر المخرج فخر الدين العمراني كفاءة كبيرة في تسيير دفة الإخراج وعرض المسرحية عن طريق التحكم في الإضاءة والصوت وتوزيع الأدوار واختيار الممثلين، بل أضفى على النص جمالية رائعة على الرغم من ضعف النص في الفصلين الأولين بسبب التقريرية والسطحية والكلام المباشر. لكن في الفصل الأخير، نجد نوعا من الرمزية والتشكيل الأسطوري والعجائبي وتوظيف الموروث الدرامي أو التاريخي الأمازيغي.
وفضائيا، نجد تقابلا بين البر والبحر، أو بين الفضاء المغلق المسيج بالاستغلال والآفات السلبية والفضاء المائي المفتوح المحاط بالأسرار والمخاطر والموت والمستقبل المجهول. ويصبح هنا شاطئ البحر فضاء دراميا أساسيا يؤشر على التوتر والموت والصراع الدرامي والهروب نحو الضفة الأخرى. أما زمنية المسرحية، فيتداخل فيها الماضي والحاضر والمستقبل، لكن يبقى الليل هو إطار الأحداث، لأنه يحيل على الهروب والسكون والأحلام والحزن والموت.
ويلاحظ على الحوار استخدام ألفاظ غير أخلاقية وغير مهذبة مثل: "أهـﮔار/الكلب" و" يمّاش/ أمك"، وتوظيف قاموس لغوي قدحي ذي ألفاظ سوقية سطحية منتزعة من الشارع لاتخدم من قريب أو من بعيد درامية المسرحية ولا تنسجم مع ذوق المتلقي. ويعني هذا أن المسرحية ينبغي ألا تخيب أفق انتظار المتلقي من ناحية اللغة واختيار المعجم الأنسب في التواصل والتخاطب.
ومن حيث التقنيات الإخراجية، وظف المخرج الأستاذ فخر الدين العمراني السارد المجذوب على غرار المسرح اليوناني le chœur والمسرح الاحتفالي ( مسرحيات الطيب الصديقي وعبد الكريم برشيد ومسرح الـﮔوال عند عبد القادر علولة)، واستخدم كذلك تقنية التغريب وتكسير الجدار الرابع( عودة ماسينيسا). أما الديكور فهو ديكور طبيعي وواقعي( أيقون الوطن، أيقون القصب الذي سيج المقهى، أيقون روح البحر). ولكن لم يحسن المخرج اختيار الملابس السينوغرافية التي تشخص لنا صورة روح البحر، ولو استطاع المخرج توظيف جدارية البحر لأصبحت صورة إخراجية رائعة. كما استعان المخرج بأشرطة موسيقية تحيل على الهجرة كشريط الوليد ميمون وعلال شيلح. وكنت أفضل أن يترك الممثلين هم الذين يرددون تلك الأغاني والأناشيد المأساوية، ناهيك عن توقفات غير مقبولة على المستوى التلقي أثناء تغيير الديكور التي كانت تستغرق ربع ساعة من الانتظار الرتيب.
ومن الممثلين الذين أتقنوا دورهم نجد: مصطفى بن علال في دور المجذوب، ويبدو أن له قدرات مسرحية عالية تنم عن كفاءة احترافية مستقبلية رائعة، ورشيد معطوﮔ في دور المثقف الذي يمتلك موهبة فنية مدهشة، وبوزيان حجوط الذي أظهر قدرات تمثيلية واعدة بالعطاء وحب التمسرح. أما حلي ميلود فلقد أتقن دور المهرب واستطاع أن يتقمص دور الشر ونجح في عرضه المسرحي أيما نجاح؛ إذ أوصل إلينا كل ملامح شخصيته بكل إتقان وروعة. ولا ننسى الممثل اليزيدي( عنتر) الذي قام بدور فكاهي أثار به ضحك الجمهور على الرغم من سوداوية المسرحية وبعدها المأساوي. وقد قامت الشخصيات النسائية( مصلوحي سميرة، ماجدة بناني، روعة) بأدوار جيدة تنم عن الحب الشديد للتمثيل وفعل التمسرح.
وفي آخر المطاف، أعتبر مسرحية" نشين نسّا" مسرحية أمازيغية تدين قوارب الموت والاستغلال والبيروقراطية والبطالة، وتلعن سماسرة السراب ووسطاء الدم والمال. وتدعو المسرحية بالمقابل إلى العلم ومحاربة التهميش والإقصاء وفضح أعداء الوطن، كما تدعو إلى الحفاظ على الكينونة والتشبث بالهوية والاهتمام بالموروث الأمازيغي. وعلى الرغم من تقريرية المسرحية وخطابها المباشر، فقد استطاع المخرج فخر الدين العمراني أن يلبسها ثوبا سينوغرافيا رائعا تدل على مدى قدراته الكفائية في الإخراج وكتابة التمسرح.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مسرحية" نشين سّا" أو" نحن من هنا"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نشين ديمازيغن بصوت نجيب أمازيغ
» افتراضي رسالة اليهود وصلت كامله"ارجو من ضعاف القلب عدم الدخول"
» how to earn money use this website www.google.com/cse/ google search bar "Google Custom Search"?

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الرنكون rinkon.tk :: التاريخ والتراث والتقاليد الأمازيغية-
انتقل الى: